ما أجمل الحرية ..

الصحافة الحرة , ممكن تكون جيدة او سيئة, لكن بدون حرية, الصحافة لن تكون الا سيئة."

Albert Camus


الجمعة، 6 أغسطس 2010

لم ينشر بعد !

ضيعتونا !


ذاعت في كل الأوساط بكل أصقاع العالم ظاهرة غريبة جدًا ولم تصل من قبل إلى هذا المستوى من الجدية والأنتشار والخطورة .

أنها ظاهرة الفتاوى بالجملة على حسب آخر صرعه وموضة وتناسب جميع الاذواق المختلفة!.

أرضاع الكبير البالغ

فتوى تقدم بها الشيخ عبدالمحسن العبيكان أيد فكرة أرضاع المرأة للرجل البالغ اذا ما أرادت أن تختلط به في الحلال وأعتبر أنها في هذه الحالة تصبح بمنزلة أمه بالرضاعة وبالتالي يصبح محرمًا لها ويمكنها الأختلاط به !.

أثارت هذة الفتاوى والتي سبق طرحها في مصر من قبل ،فتنة كبيرة جدًا ، زائدا استهتار وسخرية من الدعاة ومن الأسلام .

الغناء حلال

فتوى تقدم بها الشيخ عادل الكلباني أعتبر أنه ليس في الإسلام ما يحرم الغناء، مع موسيقى أو بدون موسيقى... وبين الكلباني أنه لا يقصد الغناء الذي به مجون و إسفاف كأغاني الفنانتين هيفاء وهبي ونانسي عجرم وقال ان نانسي ممكن أن تشملها الفتوى إذا قدمت أغنية ذات كلمات هادفة !

هذه الفتوى تحديدًا أخذت جدل وفتنة وهرج ومرج تجاوزت بكثير الفتوى الأولى ، من خلال أصرار الكلباني على عدم التراجع حتى أنه تلقى العديد من رسائل التهديدات بالقتل !
ووسط مراقبه الصحف وقنوات التلفزة في كل مكان تراجع مؤخرًا الكلباني عن فتواه خائفًا غير مقتنع كما بدا لي .

أحدث فتوى وصلتني بمناسبة أقتراب شهر رمضان أعادة الله علينا وعليكم بالخير والبركة والمحبة ولكن بدون فتن!هي:

التدخين مباح مع الصيام

تقدم بها المفكر الإسلامي جمال البنا في قوله لا يوجد نص في القرآن أو السنة النبوية يحرم التدخين أثناء الصيام مردفًا أن ما تم تحريمه هو الأكل والشرب والمعاشرة الجنسية، وأن أباحة التدخين أثناء الصيام غير مشروطة بعدد السجائر التي يدخنها مشددًا على ضرورة الألتزام بالعبادات دون زيادة أو نقصان !

أن استصدار فتاوى جديدة أو تشريعات لم تكن ممكنة ومستحيلة من قبل بتلك الكيفية التي تستهين بالاصول المرعية من استنباط الاحكام الشرعية من مصادرها المعروفة لدى الفقهاء، وهذا كفيل بخلق فتنة كبيرة بين صفوف المسلمين وأشعال فتيل الخلافات والسجال بين العلماء وسخرية كبيرة من قبل اعداء الاسلام على مستوى ضحالة العقلية الاسلامية التي نضحت بها مفكروها أخيرًا .

حقيقة قد لا أكون على أطلاع كبير بمبررات الافتاء ونوع الفتاوى ومدى صحتها أو خطأها ولا أدعى معرفة ما هو صحيح منها وما ثبت ضلاله ! لكنني أعترض على الكيفية وطريقة تقديم الفتوى من المعقول الى اللا معقول هكذا .

فالله سبحانه وتعالى علمنا بالقرآن أعظم وسائل تربية وترويض البشر لتغيير عاداتهم وأفكارهم ومنها ما نزل عند تحريم الخمراذ أستخدم سبحانه وتعالى اسلوب التدرج في التحريم بعد ان كان محلالا على نطاق واسع وهو رب الكون ولا يوجد مشكك بأحكامه التي نزلت علينا على شكل اوامر سماوية وجب تنفيذها ولكن هي في نفس الوقت لمصلحة البشر سواء اعلموا ام لم يعلموا في حينه الى يوم الدين.

طبعًا مع أختلاف المقارنة الا من خلال الكيفية الذكيه التي علمنا اياها المولى جل جلاله مع ما يعرض علينا مؤخرًا من صدمات من بعض علماء المسلمين أوجدت نوع من الثغرات بين العامة وعلمائهم وسهل على الاعداء اختراقها واضعافنا وكسر قوتنا
ناهيك عن الاستهزاء والسخرية العظيمة سواء من بعض المسلمين أو من غيرهم . موضوع جدي وخطير أتمنى أن ينتبه عليه الجميع وبخاصة علمائنا الأفاضل من صدق منهم ومن ضل ،والله ولينا جميعا ونستمد منه القوة والثبات على صراطه المستقيم.


بدور المطيري